عنوان المقالة
01
مازلنا نميز بين التخصصات ونحتقرها
مازلنا نميز بين التخصصات ونحتقرها! (مقالة) |
في كل بلدان العالم إذا سألت طالبا ما تخصصك سيجبك إجابة واضحة تشبه إجابة المتفاخر بتخصصه والذي يعبر عن رضاه التام
بماف يدرس اليوم وماذا سيصبح يوم غد.
الا بلداننا العربية, فعند طرح السؤال ستفهم الجواب قبل ان ينطق به حتى تعابير وجهه تنهده و ربما ابتسامة تخفي ورائها أسى على مستقبل غامض وحلم غير منشود
إنها الإجابة الروتينية لاغلب الطلبة.. أدرس هذا التخصص فقط لانني لم أجد طريقا أخرى فأهلي ومعدلي دفعني لهذا التخصص مرغما ولا سبيل لي الا بدراسته ومحاولة النجاح فيه فحلمي في واد آخر وواقعي رماني الى بحر آخر لا زلت أسبح فيه لعلي أجد جزيرة اعيش فيها تمنحني القدرة على بناء حياتي ومستقبلي.
هذا ليس موضوعنا اليوم بل هو مجرد مقدمة له فلب الموضوع هو حال المجتمع اليوم من الناحية الثقافية والدراسية فمازال الناس يميزون بين تخصص وآخر يكبر في عينهم الطبيب والصيدلاني والطيار ويصغر في أعينهم الأستاذ والمهندس الزراعي والرسام والرياضي او ذلك المتخرج من معهد تكوين.
هذا التمييز نعيشه اليوم حقيقة وليس حبرا على ورق سترى ذلك في إنسان مثقف قد تجده دكتورا متمكن لكن ان وضعت بين شابين بنفس الاخلاق ودرجة الفكر واشرت على الاول انه طبيب ثم أشرت على الثاني انه مهندس فلاحي او أستاذ بسيط ستجده بصفة لا إرادية يتعامل مع الطبيب معاملة خاصة وبالعكس تماماً معاملته مع الشخص الثاني تختلف وقد يصل لدرجة احتقاره
الم تتساؤلوا لماذا ؟ الإجابة بسيطة جدآ فالاول يفكر في تزوجيه ابنته ويتمنى ذلك ويعلم انه قد يحتاجه يوما ما اما الثاني فقد يرفض تزويجه ابنته حتى لو كانت ابنته موافقة و لا يرى فيه فائدة في مصالحه الشخصية وهنا حتى لا أكون مفرطا في تعميم الوصف على الجميع فأنا اقول ان البعض منا من يقوم بذلك وكلمة البعض قليلة والاصح ان اقول الأغلب لاننا في زمن الماديات طغت فيها المصالح والماديات على القيم والأخلاق هذه هي الحقيقة.
هل نحن افضل من الغرب حتى نفرق بين التخصصات والأعمال ؟ الا يعلم هؤلاء ان لولا الأستاذ لما تخرج هذا الطبيب او الصيدلاني ؟ الا يعلم هؤلاء ان لولا الفلاح لما وجدت ما تاكل ؟ الا يعلم هؤلاء ان لولا تقني النظافة لكنا اقذر أناس علي وجه الأرض ؟ الا يعلم هؤلاء ان لولا وجود كل هذه التخصصات لاختل توازن الحياة ؟
نعم إنهم لا يعلمون او أنهم يعلمون ولكن يتعمدون التمييز ببساطة لان هذا العالم طغى عليه المال والمصالح وحب الدنيا فنسوا الغاية من الحياة وأصبحوا يجرون خلف الزائل وكسروا القلوب والامال وحرموا ابناءهم من العيش او الزواج مع من يحبون ويتمنون فشاعت المشاكل وقضايا الطلاق بشكل غير مباشر وتجدهم لا يزالون يبحثون عن الأسباب رغم أنهم يعلمونها جيدا.
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليقك